التسامح مفتاح سحري للنجاح
في كل مرة أفكر بتعمق في موضوع نقاء النفس وصفاءها ... وما الذي يجعلها تركز اكثر على الأمور
التي تهمها مع ربها ومع الناس .... ومايساعد على تطويرها وتنميتها ...
أجد أن كثير من الناس قد شغلوا نفوسهم بأمور كثيرة ... مثل فلان أساء الي ... فلان يريد لي الفشل
هذا يحسدني .. هذا يقلل من قيمتي .... وبعضهم ينشغل كيف استطيع أن أرد عليه بقوة ...
حقيقة هذه الأمور ... تأخذ مساحة كبيرة عند كثير من الناس
هذه المساحة يمكن أن يستغلها الإنسان في اشياء كثيرة .. قد تعود بالفائدة على نفسه
وعلى من حوله ....
وكلنا نعرف قصة الشخص الذي شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة
ولم يكن كثير صلاة ولا عبادة بل كان ينام ... وقد طهر نفسه وقلبه
من كل حقد على انسان ... وسامح كل من اساء اليه ...
هذه القاعدة إنسانية ....
هناك مثال لشخص غير مسلم ... وهو مشهور ... وقد استوقفتني
وكنت قد كتبت عنه موضوع سابقاً ... وهو الرئيس نيلسن مانديلا ..
قرأت.. يوم من الأيام مقابلة مع احد الشخصيات الغربية ... يقول فيها
سئلت مانديلا .... لماذا لم تنتقم ....من الذين اسأوا اليك ... وسجنونك
عندما اصبحت ....رئيساً .....
قال جملة استوقفتني كثيراً ...... كنت مسجوناً ... عندهم سنوات كثيرة ...
ولم أرد ... أن أكون مسجوناً لهم طوال عمري ...
سبحان الله .... اعتبر ان التفكير في الأنتقام هو سجن .. واستمرار
لسجنه ... لانه سوف يشغله عن اشياء كثيرة ...
والأعجب ... هو ما قاله بعد ذلك ......
قال .... فأردت أن .. أكون حراً بعد هذا السجن ..
فسامحتهم ....
هذا الانسان ... رغم أنه غير مسلم ..... ولكن تنبه لقضية مهمة ...
كيف أن التسامح يريح النفس ... ويجعل لها مساحة اكبر ...
للإنطلاق والابداع .... وأن الكره والرغبة في الإنتقام
ماهي الى سجن مستمر للنفس .... وايقاف لها ... وجمود عن الإنطلاق
في المساحات الواسعة .... وتحقيق ... الأحلام ....
فقلت في نفسي .. لعل هذا السبب الذي جعل منه .. رئيس .. ورمز .. بعد أن كان سجين
هناك قوانين وضعها الله سبحانه وتعالى .... في الكون .... عندما تجرح نفسك يسيل منك الدماء
وعندما تشغل نفسك .. بتوافه الأمور ... سوف تكون تافهاً ....
وعندما تصبح نفسك كبيرة عظيمة مسامحة متجاوزة ...
فأنت تفرغها لاشياء اعظم واكبر وأسمى ....
نرجع لقدوتنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ....
كيف ظلم ... كيف القيت عليه القاذورات بأبي وامي انت يارسول الله
كيف ظلموه أهله ... وكان يدعوا لهم ....
كم نحتاج ... في هذه الأيام التي .. أصبح فيها كثير من من يدعون انهم يمثلون الدين
وقد اصبح همهم الإنتصار لأنفسهم ... واصبح اسلوبهم جاف ...ليس فيه رحمة ..
مع اخوانهم المسلمين ... فكيف مع غيرهم ...
في الختام .. أقول ... اذا نقيت نفسك .... فقد أتحت لها مساحة كبيرة ..
لأن تبدع وتعطي دون حدود ....
وسوف يكون التسامح هو مفتاحك السحري للنجاح ...
فلا تضيع مفتاحك ...