السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اجريت قبل فترة بسيطة استفتائات واسعة لاختيار عجائب الدنيا السبع,
وسلب هذا الاستفاء أنظار الكثيرين وأصبح حدثا عالميا يشغل الرأي العام،
وجاءت النتائج مخيبة لآمال البعض وأكثر من مرضية للبعض الآخر.
فبينما كاد الأخوة الأردنيون أن يطيروا فرحا لاختيار البتراء العجيبة الثانية،
أصيب الأخوة المصريين بخيبة أمل عارمة لخروج الأهرامات من القائمة
واختيارها كعجيبة شرف.
الأردنيون بدأوا بتبادل التهاني فور إعلان النتيجة و تسابقوا لإطلاق النار
في السماء ابتهاجا بالخبر, وكالعادة قتل عدد لا بأس به منه الأبرياء نتيجة هذه
الأفراح ولكن ترخص الدماء في سبيل الوطن.
وأقيمت المناسف في الشوارع والطرقات وتحول الحدث إلى إنجاز قومي,
بل إن بعض المثقفين وصفه بأنه أفضل إنجاز تحقق الأردن في المحافل الدولية
منذ قرن مضى.
أما على الصعيد المصري فخيبة الآمال كانت مدوية،
فعلى الرغم من المبالغ الطائلة التي أنفقها المواطنون المصريون لدعم
عجيبتهم الفرعونية فإن كل محاولاتهم باءت بالفشل,بل أن الأهرامات كانت خارج التصنيف أصلا.
ويقال أن اللجنة المنظمة للاستفتاءات عندما فرزت الأصوات وتفاجأت بقلة
الأصوات المرشحة للأهرامات قررت منحا لقب عجيبة الشرف لأنهم لا زالوا يؤمنون
بأنها أم العجائب حتى لو لم تنصفها الترشيحات.
إلا أن الشارع المصري يرفض هذا الإدعاء ويتهم اللجنة المشرفة بتزوير
الترشيحات و بالتمييز العنصري ضد المصريين ، وأكدت بعض الجهات المصرية أن
لديها أدلة على أن الأهرامات هي أم العجائب.
ومن وجهة نظر حيادية أرى أن اللجة افتقرت إلى عنصري المهنية والمصداقية,فكل
العجائب التي نالت اللقب ليست بعجائب، بل هي مجرد مبان جميلة ولكن مصطلح
عجيبة لا يتلاءم معها.
إن مسمى عجيبة يحمل في طياته أن هناك ما يبعث على العجب وعدم التصديق ، ومن
وجهة نظري أن الكل العجائب التي ذكرت لها تبريرات تجعل تصديقها بدهيا
في الحقيقة أن اللجنة المنظمة لو قامت بزيارة لمدينة جدة لمدة يوم واحد
لأريتها عجائب الدنيا السبع الحقيقية كلها في جدة.
و من باب المساعدة للجنة سأطرح العجائب السبعة الحقيقية لعل اللجنة تعيد
النظر في نتائجها.
مين قدك يا سعودي
العجيبة الأولى:
جدة هي أول مدينة في العالم يفوق تعداد الغربان فيها على تعداد البشر,
بل الأدهى من ذلك أن الغربان تسيطر بشكل تام على كورنيش جدة فلا تكاد تجد
نكتنا للجلوس فيه
وكما هو معلوم فالغراب من الطيور التي تتغذى على الجيف وتنقل كثير من الأمراض الخطيرة,
ومع ذلك لا تزال غربان جدة حرة طليقة.
العجيبة الثانية:
جدة هي المدينة الساحلية الوحيدة في العالم والتي تعاني من أزمة انقطاع المياه
البحر الذي لا تنضب مياهه لم يسعف جدة في توفير المياه اللازمة
وسنويا يموت عدة أشخاص بسبب اقتتالهم على الطابور الوايتات الذي لا نهايته له.
العجيبة الثالثة:
جدة هي المدينة الوحيدة في العالم والتي بالرغم من أن تعداد سكانها أقل من مليونين
ومع ذلك شوارعها مزدحمة طوال السنة صيفا وشتاءا صباحا ومساءا
وللمعلومية فإن عاصمة الأرجنتين بيونس آيرس يعيش فيها ما يزيد على 25 مليون
شخص ومع هذا فشوارعها غير مزدحمة البتة.
العجيبة الرابعة:
جدة هي المدينة الوحيدة في العالم التي تغرق في شبر ماء,
فبمجرد أن تهطل الأمطار والتي عادة ما تهطل مرة في العام المدينة تغرق عن بكرة أبيها, وتبدأ السيارات بالسباحة في الشوارع، وتعطل المدارس
وبالمناسبة، موسكو تهطل عليها الثلوج 120 يوما في السنة ومع ذلك لم تعطل المدارس ولو لمرة واحدة بسبب الثلوج.
أيضا ماليزيا تهطل عليها الأمطار يوميا ومع ذلك شوارعها دائما جافة،
و الظاهر أنهم يستخدمون حفائظ بامبرز مانعة للتسرب.
العجيبة الخامسة:
مدينة جدة هي الوحيدة التي يزيد عدد الحفر فيها في الشارع الواحد على 12564 حفرة
وبعض هذه الحفر موجود منذ ما يزيد على عشر سنوات ومع ذلك لا تزال الحفرة صامدة.
ماتت ناس وعاشت ناس، وبنيت بيوت و فلل في ذات الشارع ولا تزال الحفرة هي الحفرة منذ سنوات.
العجيبة السادسة:
جدة هي المدينة الوحيدة في العالم التي يحفر فيها شارع السبعين سنويا وتعاد سفلتته من أوله لآخره
حتى أنا أصبحنا نعرف أنا دخلنا في سنة جديدة إذا أعيدت سفلتة شارع السبعين
ولا يزال شارع السبعين صامدا في وجه المقاولين عاما بعد عام.
العجيبة السابعة:
مدينة جدة هي المدينة الوحيدة في العالم التي تحتوي على
أعجب بحيرة شهدتها البشرية جمعاء من زمن آدم عليه السلام حتى يومنا هذا
فمكان تجمع المجاري في جدة هو بحيرة المسك
يسمون المجاري بغير اسمها ،ولا أعرف مدينة في العالم عندها نظام صرف صحي بهذا السوء.
في النهاية:
أتمنى من اللجنة المشرفة على تصنيف عجائب الدنيا السبع إعادة النظر في نتائج التصويت واعتماد التصويت أدناه.